إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل انا منافقه؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل انا منافقه؟

    السلام عليكم ورحمه الله

    كل حياتي تدور حول السؤال ده هو انامنافقه؟
    انا كل الناس شايفيني مثال للاخلاق والادب والالتزام وربنا كمان بيوفقني في كليتي وبطلع من الاوائل والكل بيحبني
    يعني المفروض اني احمد ربنا علي كل النعم دي مش اقابلها بالمعصيه
    انا بعد ما ربنا هداني وسبت العاده السيئه وقعت دلوقتي في الخواطر والخيلات الجنسيه(انا اسفه اني بقول الكلام دا)بس انا محتاجه حد يساعدني ،انا نفسي معملش اي ذنوب
    والله انا بحاول اني اقرب من ربنا بكل العبادات الصيام وحفظ القران وقيام الليل وسعات احس اني قريبه منه جدا وبشوف رحمته ديما معاي وهو بيساعدني علي طول ، بس فجاه برجع اقع في الذنوب
    بالله عليكم ساعدوني هو انا ماشيه علي الطريق ولا بضحك علي نفسي ومش وخده بالي اني في غفله
    الشيطان مش عايز يسبني بقي بيشككني في كل حاجه لما الدنيا ضاقت عليا قوي

  • #2
    رد: هل انا منافقه؟

    لا تعليق؟

    تعليق


    • #3
      رد: هل انا منافقه؟

      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
      الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
      السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
      أمَّا بَعْدُ؛
      فَيَقُولُ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُم ولَجَاءَ بقَوْمٍ يُذْنِبُونَ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ فيَغْفِرُ لَهُم] رَوَاهُ مُسْلِمُ، والحَدِيثُ بالقَطْعِ لا يَحُثُّ عَلَى ارْتِكَابِ الذُّنُوب كَمَا يُفْهَم مِنْ ظَاهِرِهِ، ولَكِنْ يُخْبِرُ بأنَّنَا لَسْنَا بمَعْصُومِينَ مِنَ الخَطَأ، وأنَّنَا سَنَقَعُ في الخَطَأ لا مَحَالَة، لأنَّنَا بَشَر خَطَّاء ولَسْنَا مَلاَئِكَة أو أنْبِيَاء، ويَضَعُ لَنَا الحَلّ لِمَنْ يُخْطِئ، وهُوَ الاسْتِغْفَار، أحَدُ أسْبَابِ زَوَال الذُّنُوب، أمَّا شَيَاطِين الجِنّ والإنْس فَلاَ تَرْضَى بهذا الحَدِيث، ويُوَسْوِسُونَ للإنْسَانِ المُخْطِئ أنَّهُ بخَطَئِهِ هذا قَدِ انْتَهَى أمْرهُ، فَلاَ تَوْبَة لَهُ ولا قَبُول لعَمَلِهِ، ولا عَوْدَة لحَظِيرَةِ الإيِمَان ثَانِيَةً، ومِنْ هذا المُنْطَلَق يُزَيِّنُونَ لَهُ التَّمَادِي في خَطَئِهِ وارْتِكَاب غَيْره مِنَ الأخْطَاءِ بزَعْمِ أنَّهُ هَالِك لا مَحَالَة، ويُصَوِّرُونَ لَهُ ذُنُوبه عَلَى أنَّهَا أصْبَحَت حَائِلاً بَيْنَهُ وبَيْنَ رَبِّهِ، فَسُبْحَانَ الله: شَتَّان بَيْنَ التَّوْجِيهَيْنِ، أيْنَ ذَهَبَت قِصَّة قَاتِل المِئَة مِنْ عُقُولِنَا؟؟!!

      رَوَى الإمَامُ مُسْلِمُ في صَحِيحِهِ عَنْ أبِي سَعِيد الخُدْرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ [ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلكُم رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا، فَسَألَ عَنْ أعْلَمِ أهْل الأرْض، فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ، فَأتَاهُ، فَقَالَ إنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لا، فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِئَة، ثُمَّ سَألَ عَنْ أعْلَمِ أهْل الأرْض، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَالَ إنَّهُ قَتَلَ مِئَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، ومَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وبَيْنَ التَّوْبَةِ؟ انْطَلِق إلى أرْضِ كَذَا وكَذَا، فَإنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهِ فَاعْبُد اللهَ مَعَهُم، ولا تَرْجِع إلى أرْضِكَ فَإنَّهَا أرْضُ سُوءٍ، فَانْطَلَقَ حَتَّى إذا نَصفَ الطَّرِيق أتَاهُ المَوْت، فَاخْتَصَمَت فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ ومَلاَئِكَةُ العَذَابِ، فَقَالَت مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلاً بقَلْبِهِ إلى اللهِ، وقَالَت مَلاَئِكَةُ العَذَابِ: إنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطّ، فَأتَاهُم مَلَكٌ في صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُم، فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الأرْضَيْنِ، فَإلَى أيَّتهمَا كَانَ أدْنَى فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوه فَوَجَدُوه أدْنَى إلى الأرْضِ الَّتِي أرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ. قَالَ قَتَادَة: فَقَالَ الحَسَن: ذُكِرَ لَنَا أنَّهُ لَمَّا أتَاهُ المَوْت نَأى بصَدْرِهِ ].

      فَهَلْ عَرَفْتِ الحَلّ؟
      تَابِعِي مَعِي الوُقُوف عَلَى بَعْضِ ألْفَاظ الحَدِيث واسْتِنْتَاج المَعْنَى مِنْهَا:
      1- (كَانَ فِيمَنْ قَبْلكُم): هذه كَلِمَة تُقَالُ لبِدَايَةِ حِكَايَة، ولَكِنْ: لماذا يَحْكِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَنَا حِكَايَة رَجُل قَاتِل؟ لاَبُدَّ وأنَّ فِيهَا عِبْرَة وفَائِدَة لَنَا، فَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لا يَقُولُ إلاَّ مَا فِيهِ الخَيْر لَنَا.

      2- (رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وتِسْعِينَ نَفْسًا... ثُمَّ كَمَّلَ المِئَة): لماذا ضَرَبَ اللهُ لَنَا المِثَال بالقَتْلِ؟ وبعَدَدٍ كَبِيرٍ كَهَذَا؟ أوَّلاً: لأنَّ القَتْلَ مِنْ كَبَائِر الذُّنُوب، وثَانِيًا: لأنَّ العَدَدَ الكَبِيرَ يَدُلُّ عَلَى سُوءِ نَفْس هذا الرَّجُل وشِدَّة مَعْصِيَتِه وتكْرَارِهِ لَهَا كَثِيرًا، فَهُوَ لَمْ يَفْعَل الذَّنْب مَرَّة أو بِضْع مَرَّاتٍ قَلاَئِل، لا، هُوَ مُسْتَدِيمٌ عَلَى الذَّنْبِ، وبالتَّالِي يُرِيدُ اللهَ أنْ يُخْبِرَنَا مِنْ هذه القِصَّةِ أنَّهُ مَهْمَا كَانَت ذُنُوبنَا، حَتَّى لَوْ كَانَت مِنَ الكَبَائِر، ومَهْمَا بَلَغَ عَدَدُهَا، ومَهْمَا كَانَ إصْرَارُنَا عَلَيْهَا، فَإنَّ بَابَ التَّوْبَة لَنْ يُغْلَق في وَجْهِنَا مَا دُمْنَا أحْيَاء، فَقَدْ قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى [ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً 17 وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا 18 ]، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ ].

      3- (فَسَألَ...؛ ثُمَّ سَألَ): دَلاَلَةٌ عَلَى رَغْبَةِ القَاتِل في التَّوْبَةِ، فَيَسْأل ويَسْأل ولا يَمَلّ حَتَّى يَجِد مَا يُرِيد، وهُنَا لاَبُدَّ مِنْ وَقْفَةٍ هَامَّةٍ، مَا مَعْنَى أنَّهُ يُرِيدُ التَّوْبَة؟ مَعْنَاهَا أنَّهَا عَلاَمَة مِنْ عَلاَمَاتِ قُبُول تَوْبَته، يُبَشِّرُهُ اللهُ بِهَا، ويُسَاعِدُهُ بِهَا عَلَى التَّوْبَةِ، ولَكِنْ كَيْفَ عَرفْنَا أنَّهَا عَلاَمَة عَلَى قُبُولِ التَّوْبَة والتَّوْبَةُ نَفْسهَا لَمْ تُنَفَّذْ بَعْدُ؟ الإجَابَةُ بَسِيطَةٌ: مَنِ الَّذِي هَدَاهُ لفِكْرَةِ التَّوْبَة وجَعَلَهُ يَبْحَث عَمَّنْ يُسَاعِدهُ، بَلْ مَنِ الَّذِي قَذَفَ في رَأسِهِ فِكْرَة اخْتِيَار أعْلَم النَّاس ولَيْسَ أيّ فَرْد ليَسْألهُ؟ مَنِ الَّذِي جَعَلَهُ لا يَيْأس مِنْ كَثْرَةِ السُّؤَال والبَحْث؟ بَلْ مَنِ الَّذِي جَعَلَهُ لَمْ يَقْتَنِع بإجَابَةِ الرَّاهِب وأخَذَ يَسْأل مِنْ بَعْدِهِ؟ الإجَابَةُ: اللهُ، إذَنْ هَلْ مِنَ المَعْقُولِ أنْ يَدُلَّهُ اللهُ عَلَى طَرِيقِ التَّوْبَة ثُمَّ لا يَقْبَلهَا مِنْهُ؟ الإجَابَةُ: لا طَبْعًا، ألَيْسَ الله القَائِل في الحَدِيثِ القُدُسِيّ [ وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ ]؟ إذَنْ مَعْنَى أنَّ اللهَ دَلَّهُ عَلَى فِكْرَةِ التَّوْبَة، وجَعَلَهُ يَمْشِي في طَرِيقِهَا، فهذه عَلاَمَةٌ وبِشَارَةٌ مِنَ اللهِ للعَبْدِ تَقُولُ لَهُ (لَوْ تُبْتَ لَقَبِلْتُ تَوْبَتَكَ)، لأنَّهُ قَدْ يَمْشِي في طَرِيقِة التَّوْبَة ثُمَّ لا يَتُوب، وحِينَئِذٍ لا نَقُولُ أنَّ اللهَ لَمْ يُرِد لَهُ التَّوْبَة وأنَّهُ لَوْ تَابَ لَمَا قَبِلَهَا الله، بَلْ نَقُولُ هُوَ مَنْ لَمْ يُرِد لنَفْسِهِ التَّوْبَة، أمَّا الله فَقَدْ دَلَّهُ عَلَيْهَا وعَلَى طَرِيقِهَا، ولَوْ تَابَ لقَبِلَ تَوْبَتَهُ، فَلَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلاَةِ ]، فَالعَيْبُ في هذه الحَالَة يَكُون في العَبْدِ الَّذِي لا يُرِيدُ التَّوْبَة، الَّذِي يُحِبُّ المَعْصِيَة ويُحِبُّ البَقَاءَ عَلَيْهَا، وكُلَّمَا نَوَى مُفَارَقَتهَا وَجَدَ نَفْسهُ تَشْتَاقُ إلَيْهَا، فَقَارَنَ بَيْنَ لَذَّة التَّوْبَة ولَذَّة المَعْصِيَة، فَاخْتَارَ لَذَّة المَعْصِيَة ورَجَعَ إلَيْهَا، فَيَصْدُقُ فِيهِ قَوْل اللهِ تَعَالَى [ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ]، وقَوْله تَعَالَى [ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ].

      4- (فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لا): هذا هُوَ الفَرْقُ بَيْنَ العَالِمِ والعَابِدِ، فهذا الرَّجُل رَغْمَ أنَّهُ رَاهِب، إلاَّ أنَّهُ لَمْ يَعْرِف الله حَقَّ مَعْرِفَتِهِ، فَلَوْ أنَّهُ عَرَفَهُ حَقًّا لَعَرفَ أنَّهُ لا حَاجَةَ لَهُ في عَذَابِ خَلْقِهِ، وأنَّهُ مَا خَلَقَهُم ليُعَذِّبهُم، وإنَّمَا أوْجَبَ العَذَاب فَقَط عَلَى العَاصِي مِنْهُم لَهُ، ونَضْرِبُ مِثَالاً دُونَ تَشْبِيهٍ أو تَمْثِيلٍ لتَوْضِيحِ الفِكْرَة فَقَط: لَوْ أنَّكِ غَنِيَّة، وأرَدْتِ إنْشَاء شَرِكَة، وأعْلَنْتِ عَنْ طَلَبِ مُوَظَّفِينَ للشَّرِكَةِ، فَهَلِ الأصْلُ أنَّكِ تَطْلُبيهم كي تُعَاقِبِيهم في شَرِكَتِكِ بالخَصْمِ ولَفْتِ النَّظَر وتَوْقِيعِ الجَزَاءَات، أمْ أنَّ الأصْلَ أنَّكِ تَطْلُبِيهم ليَعْمَلُوا فَتَعْمَل الشَّرِكَة؟ طَبْعَا ليَعْمَلُوا وتَعْمَل الشَّرِكَة، ولَكِنْ، هل هذا يَمْنَعُكِ مِنْ عِقَابِ المُخْطِئ مِنْهُم إذا أخْطَأ؟ هَلْ هذا يَمْنَعُكِ مِنْ وَضْعِ القَوَانِين الَّتِي تُنَظِّم عَمَلهم وأيْضًا تُنَظِّم عِقَابهم عَلَى قَدْرِ كُلّ خَطَأ؟ لا، لا يَمْنَعُ هذا مِنْ ذَاكَ، إذَنِ الفِكْرَة لَيْسَت أنَّ اللهَ يُعَذِّبُ عِبَاده لأنَّهُ يُحِبُّ العَذَاب ولا خَلَقَهُم للعَذَابِ، بَلْ هُوَ رَحِيمٌ وخَلَقَهُم برَحْمَةٍ وللرَّحْمَةِ، فَعَنْ عُمَر بْن الخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ قُدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بسَبْيٍ. فإذا امْرَأة مِنَ السَّبْيِ تَبْتَغِي، إذا وَجَدَت صَبِيًّا في السَّبْيِ أخَذَتْهُ فَألْصَقَتْهُ ببَطْنِهَا وأرْضَعَتْهُ. فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: أتَرونَ هذه المَرْأة طَارِحَة وَلَدهَا في النَّارِ؟ قُلْنَا: لا. والله! وهي تَقْدِر عَلَى أنْ لا تَطْرَحهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: لله أرْحَم بعِبَادِهِ مِنْ هذه بوَلَدِهَا ]، أمَّا مَنْ خَرَجَ مِنَ العِبَادِ بإرَادَتِهِ عَنْ هذه الرَّحْمَة بَعْدَ كُلِّ مَا قَدَّمَهُ اللهُ لَهُ مِنْ رَحَمَاتٍ ومُسَاعَدَاتٍ وخَيْرَاتٍ، فَهُوَ يَسْتَحِقّ العِقَاب، ولا يُنْكِر ذَلِكَ عَاقِل أو يُجَادِل فِيهِ، وهذا الرَّاهِب لَوْ فَهمَ هذا المَعْنَى لَمَا أفْتَى بدُونِ عِلْمٍ، ولَمَا قَالَ أنَّهُ لا تَوْبَةَ للقَاتِلِ، وهذا مَا فَهمَهُ العَالِم ووَضَّحَهُ بقَوْلِهِ (ومَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وبَيْنَ التَّوْبَةِ)، ولِذَلِكَ كَانَت مَرْتَبَة العَالِم أفْضَل مِنْ مَرْتَبَةِ العَابِد، ولِذَلِكَ أُمِرْنَا بطَلَبِ العِلْم.

      5- (انْطَلِقْ إلى أرْضِ كَذَا وكَذَا، فَإنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللهَ فَاعْبُد اللهَ مَعَهُم، ولا تَرْجِع إلى أرْضِكَ فَإنَّهَا أرْضُ سُوءٍ): وهذا هُوَ الحَلّ:
      - تَرْكُ مَوْطِنِ المَعْصِيَة وتَغْيِيرُهُ.
      - تَرْكُ رِفْقَة السُّوء، والبَحْثُ عَنْ رِفْقَةٍ صَالِحَةٍ تُعِينُ عَلَى عِبَادَةِ الله وحُسْنِ طَاعَتِهِ.
      - عَدَمُ العَوْدَةِ إلى أرْضِ أو مَوْطِنِ أو رِفْقِةِ السُّوء مِنْ جَدِيدٍ تَحْتَ أيِّ سَبَبٍ أو أيّ مُبَرِّرٍ (ومَعْرُوفٌ أنَّ شُرُوطَ التَّوْبَةِ ثَلاَثَةٌ: إيِقَافُ الذَّنْبِ – النَّدَمُ عَلَيْهِ – العَزْمُ عَلَى عَدَمِ العَوْدَة إلَيْهِ).
      - وفَوْقَ كُلّ ذَلِكَ أنْ نَعْبُدَ الله حَقَّ عِبَادَتِهِ، فَرُبَّمَا عَبَدَ الشَّخْصُ رَبَّهُ بطَرِيقَةٍ ظَنَّ أنَّهَا صَحِيحَة، وهي غَيْر صَحِيحَة، فَيَنْتَظِر أنْ تُؤْتِي ثِمَارهَا ولا يَجِد شَيْئًا، كَمَنْ يُصَلِّي ويَفْعَل المُنْكَرَات ثُمَّ يَتَعَجَّب كَيْفَ يَفْعَل المُنْكَرَات وهُوَ يُصَلِّي واللهُ تَعَالَى قَالَ [ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ]، فَنَقُولُ: لأنَّهُ صَلَّى ومَا صَلَّى، فَإمَّا أنَّهُ صَلَّى نِفَاقًا ليُقَالُ مُصَلٍّ، أو صَلَّى فِعْلاً ولَكِنْ لَيْسَ بالطَّرِيقَةِ الصَّحِيحَةِ الَّتِي بِهَا خُشُوع وتَقْوَى وتَدَبُّر، فَخَرَجَ مِنَ الصَّلاَةِ وكَأنَّهُ لَمْ يُصَلِّ، فَقَالَ في الصَّلاَةِ (أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ الله) ولَمْ يَتَدَبَّرْهَا، وخَرَجَ بَعْدَ الصَّلاَةِ لا يُطَبِّقهَا، فَيَحْلِف بغَيْرِ الله، ويَخْشَى النَّاس أكْثَر مِنْ خَشْيَتِهِ لله، ويُرْضِهِم عَلَى حِسَابِ رِضَا الله، وقَالَ في الصَّلاَةِ (أشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ) ولَمْ يَتَدَبَّرْهَا، فَخَرَجَ بَعْدَ الصَّلاَةِ لا يُطَبِّقهَا، فَيَرْفُض السُّنَّة تَارَّة، ويَسْخَر مِنْ مُطَبِّقِيهَا تَارَّة، ويُحَارِبهَا تَارَّة، ونَقِيسُ عَلَى ذَلِكَ كُلّ آيَةٍ يَقْرَأهَا في الصَّلاَةِ، ثُمَّ لا يُطَبِّقهَا بَعْدَ الصَّلاَة، فَكَيْفَ إذَنْ سَتَكُون الصَّلاَة نَاهِيَة لَهُ عَنِ الفَحْشَاءِ والمُنْكَر؟ وبالتَّالِي هُوَ أدَّى الصَّلاَة، أي مَثَّلَ الصَّلاَة وفَعَلَ حَرَكَاتهَا، ولَكِنْ لَمْ يَسْتَشْعِرْهَا قَلْبه ولَمْ تُطَبِّقْهَا جَوَارِحه، بخِلاَفِ مَا أمَرَ اللهُ بِهِ، فَقَالَ (إقَامُ الصَّلاَةِ) ولَمْ يَقُل (أدَاءُ الصَّلاَةِ)، فَالإقَامَةُ فِيهَا بِنَاء وتَرْسِيخ وتَطْبِيق، وهي الطَّرِيقَة الوَحِيدَة الَّتِي تَجْعَل الصَّلاَة نَاهِيَة عَنِ الفَحْشَاءِ والمُنْكَر، وبالتَّالِي فَإنَّ عِبَادَةَ اللهِ في المُجْمَلِ إنْ لَمْ تَكُنْ بالطَّرِيقَةِ الصَّحِيحَةِ الَّتِي شَرَعَهَا اللهُ، فَلَنْ تُؤَدِّي إلى النَّتَائِج المَرْجُوَّة مِنْهَا، وسَيُوهِمُ الفَرْدُ نَفْسَهُ أنَّهُ يَعْبُدُ اللهَ وهُوَ عَلَى شَفَا جُرْفٍ هَارٍ، قَالَ تَعَالَى [ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً 103 الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا 104 ]، وسَيَأتِي الكَلاَم لاَحِقًا عَنْ هذه النُّقْطَةِ بالتَّفْصِيلِ، ومِنْ مُتَمِّمَاتِ التَّوْبَة الإيِمَان والعَمَل الصَّالِح، قَالَ تَعَالَى [ إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا 70 وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا 71 ].

      6- (فانْطَلَقَ): انْظُرِي كَيْفَ سَمعَ القَاتِل كَلاَم العَالِم، قَالَ لَهُ انْطَلِق فَانْطَلَقَ، لَمْ يُجَادِل، لَمْ يُنَاقِش، لَمْ يُسَوِّف ويَقُل (سَأفْعَلُ إنْ شَاءَ اللهُ)، لَمْ تَأخُذْهُ نَعْرَة المُتَكَلِّمِينَ ويَقُول (فَمَاذَا إذا لَمْ أجِدْ، ومَاذَا إذا لَمْ أسْتَطِع، ومَاذَا ومَاذَا...)، بَلْ سَمعَ وأطَاعَ، وهذا دَلِيلٌ ثَانٍ يُثْبِتُ أنَّ هذا الرَّجُل أرَادَ التَّوْبَة حَقًّا، وكَانَ صَادِقًا فِيهَا، وكَانَ أيْضًا ذَا عَقْل، فَهِمَ كَلاَم العَالِم وعَرفَ أنَّ فِيهِ الكِفَايَة، فَانْطَلَقَ ولَمْ يُؤَخِّر، وهذا الدَّلِيلُ الثَّالِثُ عَلَى صِدْقِ تَوْبَتِهِ، أنَّهُ مِنْ شِدَّةِ كُرْهه للمَعْصِيَةِ لَمْ يَعُدْ يَقْبَل أنْ يَبْقَى عَلَيْهَا لَحْظَة، ومَا أنْ وَجَدَ طَرِيق التَّوْبَة حَتَّى سَارَعَ إلَيْهِ ولَمْ يُؤَخِّر تَوْبَته، وفي هذا لاَبُدَّ أنْ نُذَكِّرَ بقَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى [ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ]، فَكَلِمَة (يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ) مَعْنَاهَا أنَّهُ كُلَّمَا كَانَ وَقْتُ التَّوْبَة قَرِيبًا مِنْ وَقْتِ المَعْصِيَةِ كَانَ ذَلِكَ أوْلَى وأحَبُّ عِنْدَ اللهِ، لأنَّ العَبْدَ يُثْبِتُ لرَبِّهِ أنَّهُ مَا عَصَى رَغْبَةً في العِصْيَانِ، ولَكِنِ اسْتَزَلَّهُ الشَّيْطَان، وبمُجَرَّدِ أنْ فَاقَ مِنَ سَيْطَرَةِ الشَّيْطَان عَلَيْهِ في أقْرَبِ وَقْتٍ، تَابَ وأنَابَ لله، فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ ويَقْبَلُ تَوْبَتَهُ، لَكِنَّ العَبْدَ الَّذِي يُؤَخِّرُ التَّوْبَة، ويَعِيشُ عَلَى الوَهْمِ بأنَّهُ سَيَتُوب غَدًا، فَإنَّ غَدًا هذا لَنْ يَأتِي لَهُ أبَدًا، وسَيُفَاجَأ بأنَّ المَوْتَ أتَاهُ ولَمْ يَتُبْ، فَيَتَذَكَّر التَّوْبَة، فَيَتُوب، فَلاَ يَقْبَلهَا اللهُ مِنْهُ حِينَئِذٍ، كَمَا قَالَ تَعَالَى [ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ].

      7- (حَتَّى إذا نَصفَ الطَّرِيق أتَاهُ المَوْت، فَاخْتَصَمَت فِيهِ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَة ومَلاَئِكَةُ العَذَاب، ...، فَأتَاهُم مَلَكٌ في صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُم): لماذا لَمْ يَتْرُكْهُ اللهُ حَتَّى يَصِل إلى أرْضِ الصَّالِحِينَ؟ لماذا اخْتَصَمَت فِيهِ المَلاَئِكَة؟ مَنِ الَّذِي أرْسَلَ المَلَك في صُورَةِ الآدَمِيّ؟ ومَنِ الَّذِي جَعَلَ المَلاَئِكَة يَرْتَضُونَ حُكْمه وهُمْ لا يَعْرِفُونَ أنَّهُ مَلَك؟ الجَوَابُ بَسِيطٌ: عَلِمَ اللهُ صِدْقَ تَوْبَة هذا الرَّجُل، فَقَبَضَهُ إلَيْهِ، وجَعَلَ مِنْ قِصَّتِهِ عِبْرَةً لَنَا كي نَتَعَلَّم مِنْهَا، ولكن لماذا قَبَضَهُ؟ لماذا لَمْ يَتْرُكْهُ حَتَّى يَصِل؟ الجَوَابُ: حَتَّى لا يَقُول أحَدٌ أنَّ سَبَبَ تَوْبَة هذا الرَّجُل هُوَ وُجُوده بَيْنَ الصَّالِحِينَ فَقَط، ولَوْ أنَّهُ لَمْ يَجِد صَالِحِينَ كَانَ سَيَرْجِع لفُجُورِهِ، لا، اللهُ يُعَلِّمُنَا أنَّ النِّيَّةَ إنْ صَلُحَت وصَلُحَ مَعَهَا العَمَل كَفَيَا وإنْ لَمْ تَظْهَر نَتِيجَة العَمَل، فَالرَّجُل نِيَّتهُ خَيْر، وعَمَلهُ خَيْر، وعَمَلهُ هُنَا هُوَ التَّوْبَة وطَاعَة العَالِم في الأخْذِ بالأسْبَاب، فهذه النِّيَّة وهذا العَمَل عِنْدَ اللهِ يَكْفِيَان لقُبُولِ تَوْبَته، ولَيْسَ بالضَّرُورَةِ أنْ يَذْهَبَ ويَعِيش مَعَ الصَّالِحِينَ، فَسَبَقَ أجَلُهُ وقَبَضَهُ اللهُ إلَيْهِ، ليُعَلِّمنَا هذه الدُّرُوس، ولَكِنْ لماذا اخْتَصَمَت فِيهِ المَلاَئِكَة؟ ليُعَلِّمنَا الله أنَّ الإخْلاَصَ هُوَ سَبِيلُ النَّجَاةِ، وأنَّهُ لا يَعْلَم نِيَّتكَ أحَدٌ غَيْر اللهِ، فَإنْ أرَدْتَ النَّجَاة، فَاصْدُق وأخْلِص نِيَّتكَ مَعَ الله، فَهُوَ وَحْدهُ مَنْ يَمْلُك لَكَ الخَيْر والنَّفْع، فَمَلاَئِكَة الرَّحْمَة لا تَعْلَم النَّوَايَا، هي لَهَا الظَّاهِر، وقَدْ رَأتِ الرَّجُل مُسَافِرًا، ولا تَعْرِف هَلْ سَافَرَ صَادِقًا أمْ مُنَافِقًا، ومَلاَئِكَة العَذَاب لا تَعْلَم الغَيْب، ولا تَعْرِف هَلْ إذا عَاشَ هذا الرَّجُل كَانَ سَيَكُون مِنَ الصَّالِحِينَ أمْ لا، وعِلْمهَا عَنْهُ أنَّهُ في المَاضِي لَمْ يَعْمَل خَيْرًا قَطّ، ولَكِنْ مَنِ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ وأخْفَى؟ اللهُ جَلَّ وعَلاَ، بِعِلْمِهِ أنَّ الرَّجُلَ صَادِقٌ في تَوْبَتِهِ وسَافَرَ صَادِقًا، وبِعِلْمِهِ أنَّهُ لَوْ عَاشَ كَانَ سَيَكُون مِنَ الصَّالِحِينَ، قَبِلَ تَوْبَتَهُ، وأرْسَلَ للمَلاَئِكَةِ مَنْ يَحْكُم بَيْنَهُم ويَدُلّهُم عَلَى الصَّوَابِ، ولَكِنْ لماذا جَعَلَهُ في صُورَةِ آدَمِيٍّ، وجَعَلَهُم يَأخُذُونَ بقَوْلِهِ؟ كي يُعَلِّمنَا اللهُ أنَّ الحَقَّ يُقْبَلُ مِنْ أيِّ شَخْصٍ، فَالحَقُّ أحَقُّ أنْ يُتَّبَع، بمَعْنَى: الاتِّبَاع يَكُون للحَقِّ ولَيْسَ للأشْخَاصِ، فَجَعَلَهُ اللهُ في شَكْلِ آدَمِيٍّ كي لا يَكُون لا مِنْ مَلاَئِكَةِ الرَّحْمَة ولا مِنْ مَلاَئِكَةِ العَذَاب، فَيَكُون مُنْصِفًا في قَوْلِهِ غَيْرَ مُتَحَيِّزٍ، وبالطَّبْعِ هُوَ كَذَلِكَ لأنَّ المَلاَئِكَة لا تَفْعَل إلاَّ مَا تُؤْمَر بِهِ، ولَيَسْ َلَدَيْهَا هذه السُّلُوكِيَّات السَّيِّئَة الَّتِي لَدَيْنَا، فَهِيَ لا تَغِشّ ولا تَتَعَصَّب ولا تَظْلِم، ولَكِنَّ الله يُعَلِّمنَا نَحْنُ أنْ نَكُونَ مُنْصِفِينَ للحَقِّ غَيْر مُتَحَيِّزِينَ لقَرَابَةٍ أو جِنْسٍ أو نَسَبٍ أو أي شَيْءٍ غَيْر الحَقّ، وإرْسَال الله للمَلَكِ وجَعْل المَلاَئِكَة يَقْبَلُونَ كَلاَمه هُوَ دَلِيلٌ جَدِيدٌ عَلَى قُبُولِ الله لتَوْبَةِ هذا الرَّجُل، فَلَوْلاَ قُبُول تَوْبَته لَمَا فَعَلَ اللهُ مِنْ أجْلِهِ كُلّ هذا كي يُعَلِّمنَا العِبَر مِنْ قِصَّتِهِ.

      8- (فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الأرْضَيْنِ، فَإلَى أيَّتهمَا كَانَ أدْنَى فَهُوَ لَهُ، فَقَاسُوه فَوَجَدُوه أدْنَى إلى الأرْضِ الَّتِي أرَادَ، فَقَبَضَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَةِ): بالطَّبْعِ بَعْدَ كُلّ مَا سَبَقَ مِنْ شَرْحٍ نَسْتَطِيعُ الآن في ضَوْءِ هذا المَعْنَى الأخِير مِنَ الحَدِيثِ أنْ نَقُولَ: خُطْوَةٌ وَاحِدَةٌ تَفْرِقُ بَيْنَ الجَنَّةِ والنَّارِ، ثَانِيَةٌ وَاحِدَةٌ تَأخِير تَفْرِقُ بَيْنَ النَّجَاةِ والهَلاَك، فَلاَ نَسْتَصْغِر خُطْوَة في طَاعَة، ولا نُؤَخِّر خُطْوَة في تَوْبَة، وأنَّ الإخْلاَصَ والإتْقَانَ في العَمَلِ يَرْفَعَانه إلى أعْلَى المَرَاتِب.

      أُخْتِي الكَرِيمَة، أنَا أطَلْتُ وأكْثَرْتُ، وفي وِجْهَةِ نَظَرِي قَدَّمْتُ لَكِ الحَلّ، وسُؤَالِي مَرَّةً ثَانِيَةً: هَلْ عَرفْتِ الحَلّ؟
      أسباب تكفير الذنوب
      قبول التوبة
      إذا رأوه يفعل معصية طالبوه بترك الدين بالكلية

      أمَّا بخُصُوصِ فِعْلكِ للعِبَادَاتِ وعَدَم وُجُود أثَر لَهَا، فَأقُولُ (وهي مُشَارَكَة قَدِيمَة لِي رَدًّا عَلَى سَائِلَةٍ أُخْرَى في نَفْسِ النُّقْطَة):
      جَاءَ في بَالِي أوَّل مَا قَرَأتُ رِسَالَتكِ قَوْل رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لأحَدِ الرِّجَال [ ارْجِع فَصَلِّ فَإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ]، وتَذَكَّرْتُ عَلَى إثْرِ ذَلِكَ الفَارِق بَيْنَ إقَامَةِ الصَّلاَة وأدَاءِ الصَّلاَة، وهذا يَنْطَبِق عَلَى سَائِر العِبَادَات كُلّهَا ولَيْسَ الصَّلاَة فَقَط، ولَقَدْ وَرَدَ ذِكْرُ الصَّلاَةِ في القُرْآنِ 67 مَرَّة، كُلّهَا أتَت بإقَامَةِ الصَّلاَة، ولَمْ تَأتِ مَرَّة وَاحِدَة بأدَاءِ الصَّلاَة، وكَذَا الأحَادِيث جَاءَت بالإقَامَةِ، وحَتَّى الأذَان يُسَمَّى إقَامَة، وهذا مَعْنَى لا يَجِب أنْ يُغْفَل، فَالرَّجُل الَّذِي أدَّى الصَّلاَة أخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أنَّهُ لَمْ يُصَلِّ، هُوَ اعْتَقَدَ أنَّهُ صَلَّى، والنَّاس كَذَلِكَ اعْتَقَدَت أنَّهُ صَلَّى، لأنَّهُ أدَّى حَرَكَات الصَّلاَة ومَظْهَرهَا الخَارِجِيّ، ولَكِنَّهُ لَمْ يُصَلِّ، لأنَّ الدِّينَ يُقَامُ ولا يُؤَدَّى، فَالتَّأدِيَة تَكُون بالإجْبَارِ مِنْ أحَد، أو مُجَامَلَة لأحَدٍ، أو نِفَاقًا أو خَجَلاً مِنْ أحَدٍ، أو مُجَرَّد أفْعَال نُؤَدِّيهَا لأنَّهَا لاَبُدَّ وأنْ تُفْعَل، أمَّا الإقَامَة فَلاَبُدَّ فِيهَا مِنِ اسْتِشْعَارِهَا، وتَدَبُّرِهَا، ووُجُودِ نِيَّة لَهَا، وفِقْهِهَا ومَعْرِفَةِ أنَّهَا لَيْسَت مُجَرَّد حَرَكَات تُؤَدَّى في دَقَائِق فَقَط بَلْ هي حَالَة تَسْتَمِرّ مِنْ صَلاَةٍ لأُخْرَى، وهذا يُعْرَف مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، والجُمُعَةُ إلى الجُمُعَةِ، ورَمَضَان إلى رَمَضَان، مُكَفِّرَات لِمَا بَيْنَهُنَّ إذا اجْتُنِبَتِ الكَبَائِر ]، فَهِيَ حَالَةٌ مُسْتَمِرَّةٌ لا تَنْقَطِع، واعْتِقَادٌ فِيمَا يُقَال دَاخِل الصَّلاَة مُسْتَمِرٌّ بالتَّطْبِيقِ الفِعْلِيّ خَارِجهَا، وهذا هُوَ مَا يَجْعَل العِبَادَة أوَّلاً تَصِحّ في نَفْسِهَا وتُقْبَل، ثُمَّ يَكُون مِنْ نَتَائِجِهَا أنْ نَسْتَشْعِرَ لَذَّتهَا، والمِثَالُ الأوَّلُ الَّذِي ضَرَبَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بالرَّجُلِ الَّذِي يُؤَدِّي باسْتِعْجَالٍ أو دُونَ خُشُوعٍ أو دُونَ فَهْمٍ أو بأخْطَاءٍ في الصَّلاَةِ يُثْبِتُ هذا المَعْنَى، ولهذا نَجِد كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَسْألُونَ (كَيْفَ نُصَلِّي ونَفْعَل المُنْكَرَات رَغْمَ أنَّ اللهَ قَالَ بأنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ والمُنْكَرِ؟) والرَّدُّ بَسِيطٌ: لأنَّكُم لَمْ تُصَلُّوا الصَّلاَةَ الَّتِي تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ والمُنْكَرِ، بَلْ أدَّيْتُم شَيْئًا تَمْثِيلِيًّا يُشَابِه الصَّلاَة، ومَا هُوَ بصَلاَةٍ، لِذَا لَمْ تَصِحّ صَلاَتكُم، فَلَمْ تَنْتَفِعُوا بِهَا بَعْدَ الانْتِهَاء مِنْهَا، بَلْ لَمْ تَنْتَفِعُوا بِهَا دَاخِل الصَّلاَة نَفْسهَا، وهذا مَا قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ للرَّجُلِ في الحَدِيثِ السَّابِق، وأشَارَ إلَيْهِ في حَدِيثٍ آخَر بقَوْلِهِ [ إنَّ العَبْدَ لَيَنْصَرِفُ مِنْ صَلاَتِهِ ولَمْ يُكْتَب لَهُ مِنْهَا إلاَّ نِصْفهَا، إلاَّ ثُلُثهَا، حَتَّى قَالَ: إلاَّ عُشْرهَا ]، فَعَلَى قَدْرِ صِحَّة الصَّلاَة يَكُونُ قَدْر الانْتِفَاع بِهَا سَوَاء دَاخِل الصَّلاَة أو بَعْدهَا.
      ولأنَّ هذه المَعَانِي يَسْتَهِينُ بِهَا أكْثَرُ النَّاسِ ولا يُلْقُونَ لَهَا بَالاً، ويَتَوَقَّفُونَ عِنْدَ حَدِّ الأدَاء في العِبَادَاتِ لا الإقَامَة، تَكْثُرُ مَشَاكِلُهُم، وتَزْدَادُ أسْئِلَتُهُم، وفَوْقَ ذَلِكَ يَدْخُل أكْثَرهُم النَّار، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ يُمْسَخُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي في آخِر الزَّمَان قِرَدَةً وخَنَازِير، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ يَشْهَدُونَ أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ الله وإنَّكَ رَسُول الله؟ قَالَ: نَعَم، ويُصَلُّونَ ويَصُومُونَ ويَحُجُّونَ، قَالُوا: فَمَا بَالهُم يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: اتَّخَذُوا المَعَازِفَ والقَيِّنَات والدُّفُوف، ويَشْرَبُونَ هذه الأشْرِبَة، فَبَاتُوا عَلَى لَهْوِهِم وشَرَابِهِم، فَأصْبَحُوا قِرَدَةً وخَنَازِير ]، وأيْضًا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ لأعْلَمَنَّ أقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأتُونَ يَوْمَ القِيَامَة بحَسَنَاتٍ أمْثَال جِبَال تِهَامَة بَيْضَاء، فَيَجْعَلُهَا اللهُ هَبَاءً مَنْثُورًا. قَالَ ثَوْبَان: يَا رَسُولَ اللهِ؛ صِفْهُم لَنَا، جَلِّهِم لَنَا، أنْ لا نَكُونَ مِنْهُم ونَحْنُ لا نَعْلَم، قَالَ: أمَا إنَّهُم إخْوَانكُم، ومِنْ جِلْدَتِكُم، ويَأخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأخُذُونَ، ولَكِنَّهُم أقْوَامٌ إذا خَلَوا بمَحَارِم الله انْتَهَكُوهَا ]، وقَالَ أيْضًا في حَدِيثِ الشَّفَاعَة [ ...، فَيَمُرُّ المُؤْمِنُونَ كَطَرفِ العَيْنِ وكَالْبَرْقِ وكَالرِّيحِ وكَالطَّيْرِ وكَأجَاوِد الخَيْل والرِّكَاب، فَنَاجٍ مُسَلَّمٍ، ومَخْدُوشٍ مُرْسَل، ومَكْدُوسٍ في نَارِ جَهَنَّم، حَتَّى إذا خَلُصَ المُؤْمِنِينَ مِنَ النَّارِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ! مَا مِنْكُم مِنْ أحَدٍ بأشَدِّ مِنَّا شِدَّة لله في اسْتِقْصَاءِ الحَقّ مِنَ المُؤْمِنِينَ للهِ يَوْم القِيَامَة لإخْوَانِهِم الَّذِينَ في النَّارِ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا! كَانُوا يَصُومُونَ مَعَنَا ويُصَلُّونَ ويَحُجُّونَ، فَيُقَالُ لَهُم: أخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُم، فَتُحَرَّم صُوَرَهُم عَلَى النَّارِ، فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا قَدْ أخَذَتِ النَّار إلى نِصْفِ سَاقَيْهِ وإلى رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا! مَا بَقِيَ فِيهَا أحَدٌ مِمَّنْ أمَرْتَنَا بِهِ، فَيَقُولُ: ارْجِعُوا، فَمَنْ وَجَدْتُم في قَلْبِهِ مِثْقَال دِينَار مِنْ خَيْرٍ فَأخْرِجُوه، فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا! لَمْ نَذَرْ فِيهَا أحَدًا مِمَّنْ أمَرْتَنَا، ثُمَّ يَقُولُ: ارْجِعُوا، فَمَنْ وَجَدْتُم في قَلْبِهِ مِثْقَال نِصْف دِينَار مِنْ خَيْرٍ فَأخْرِجُوه، فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا! لَمْ نَذَرْ فِيهَا مِمَّنْ أمَرْتَنَا أحَدًا، ثُمَّ يَقُولُ: ارْجِعُوا، فَمَنْ وَجَدْتُم في قَلْبِهِ مِثْقَال ذَرَّة مِنْ خَيْرٍ فَأخْرِجُوهُ، فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا! لَمْ نَذَرْ فِيهَا خَيْرًا، -وكَانَ أبُو سَعِيد الخُدْرِيّ يَقُولُ: إنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي بهذا الحَدِيثِ فَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُم (إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا)-، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: شَفَعَتِ المَلاَئِكَة وشَفَعَ النَّبِيُّونَ وشَفَعَ المُؤْمِنُونَ، ولَمْ يَبْقَ إلاَّ أرْحَم الرَّاحِمِينَ، فَيَقْبِض قَبْضَة مِنَ النَّارِ فَيُخْرِج مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطّ، قَد عَادُوا حِمَمًا،... ]، فَدَلَّت هذه الأحَادِيث عَلَى أنَّهُ لَيْسَ مُجَرَّد تَأدِيَة الصَّلاَة والصِّيَام والحَجّ -وهي أمْثِلَة للعِبَادَاتِ ولَيْسَت للحَصْرِ- تَعْنِي فَهْم الإنْسَان لصَحِيحِ الدِّين وتَطْبِيقه السَّلِيم لَهُ وإقَامَته كَمَا يَنْبَغِي، بَلْ أكْثَر النَّاس يُطَبِّقُونَ الدِّينَ عَلَى غَيْرِ مُرَاد الله فِيهِ ومِنْهُ، وهذا مَا أثْبَتَهُ اللهُ في قُرْآنِهِ بقَوْلِهِ [ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ]، لِذَا لا يَشْعُر أكْثَر النَّاس بلَذَّةِ الطَّاعَة، إذْ أنَّهُم إمَّا لا يُطِيعُونَ أصْلاً أو طَاعَتُهُم نَاقِصَة، فَيَخْسرُونَ في الدُّنْيَا، ويَخْسرُونَ في الآخِرَة، وهذا سِرٌّ مِنْ أسْرَارِ وُجُوب اسْتِمْرَار الدَّعْوَة في كُلِّ زَمَانٍ ومَكَانٍ إلى دِينِ الله الحَقّ، ونَبْذ البِدَع، ورَدّ الشُّبُهَات، وتَصْحِيح المَفَاهِيم، مِنْ أجْلِ فَهْمٍ صَحِيحٍ وتَطْبِيقٍ سَلِيمٍ لدِينِ الله عَلَى مُرَادِهِ.

      ويُنْصَحُ بالاسْتِمَاعِ للمُحَاضَرَاتِ التَّالِيَةِ:













      وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ
      والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: هل انا منافقه؟

        جزاكم الله كل خير
        وان شاءالله اجدد التوبه الوقتي وابدا من جديد
        واتمني من الله ان يصلح لي قلبي

        تعليق


        • #5
          رد: هل انا منافقه؟

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
          اضيف شيء بسيط على كلام فريق الاستشارات
          بنسبة لمسألة الخواطر هو انشغالك والتفكير الكثير بحياتك الزوجية التى فى علم الغيب
          اختنا الكريمة كثرة استرسال خيالك فى تلك الامور سيحزنك قبل ان يمرض قلبك
          لان الزواج رزق حدده الله عزوجل فى وقت معلوم
          لذلك لا تشغلى بالك بهذا الأمر من الآن
          وعليك بشغل وقت فراغك أملئى يومك باعمال بين دراسة وحفظ قران واعمال منزلية
          ولا تنسى ايضا ان تكون لك ساعة ترفيه فيما أحله الله
          ونصائح اخرى
          عندما تستيقظين من النوم قومى على طول اغسلى وجهك لا تظلى مستيقظة علي سريرك
          لا تشاهدى اى مشاهد تدفعك لهذا الامر حتى لو كان فتاة وشاب يجلسون فى الجامعة بطريقة
          تجعل الانظار تتوجه اليهم غضى بصرك عنهم لا تقولى انظر حتى اتعظ
          وهذا الكلام الفاضى
          الشيء الأخر وهو أول شيء عليك فعله دعاء الله عزوجل ان يطهر قلبك وان يعينك على نفسك
          واعلمى اختنا ان باب التوبة مفتوح الى ان تغرغر روحك
          طالما روحك فى جسدك توبى داااااااااااائما كلما وقعتى
          وفقنا الله واياك لما يحب ويرضى

          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
          في
          :

          جباال من الحسنات في انتظارك





          تعليق


          • #6
            رد: هل انا منافقه؟

            السلام عليكم ورحمه الله
            ربنا يبارك فيكم ويجزيكم عنا خير الجزاء

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x
            إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
            x
            أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
            x
            x
            يعمل...
            X